وجاء في نصّ البيان:
"نداء عاجل الى دول العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية
ان الخطورة التي حذرت منها دول ومنظمات حول الوضع الخطير والكارثي الذي ينتظر السوريين وكل التحذيرات العالمية من احتمال تفشي فيروس كورونا القاتل في سوريا قد أصبح واقعا الان واي مستقبل مرير ينتظر السوريين عامة في ظل الصراع الدائر منذ عشر سنوات على امتداد الجغرافية السورية والذي خلف الخراب والدمار في البنى التحتية وفي القطاعات الخدمية والصحية بشكل خاص ما جعل القطاع الصحي هشا ضعيفا لا يقوى على مقاومة اي جائحة خطيرة.
وبإعلان منظمة الصحة العالمية بأن فيروس كورونا أصبح وباءا يهدد البشرية بالأجمع ومع اتخاذ الكثير من دول العالم إجراءات قاسية لاحتواء الفيروس القاتل ومطالبة منظمة الصحة العالمية كل حكومات العالم ببذل قصارى الجهد في ظل مواصلة هذا الفيروس انتشاره السريع في كل أنحاء العالم وقد طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدورس اوهانوم دول العالم باتخاذ المزيد من الاجراءات الصارمة وقال بأن الطريقة المثلى لتفادي الإصابات وانقاذ ارواح الناس هي كسر سلسلة انتقال العدوى من خلال الفحص والعزل ومن جهة أخرى أكد قادة دول مجموعة السبع بأن فيروس كورونا يشكل مأساة انسانية وأزمة صحية عالمية وان مخاطره كبيرة وان تحديات انتشار الفيروس تتطلب مقاربة دولية قائمة على العلم والبراهين وبأن دولهم ستبذل قصارى جهدها للحد من انتشاره والتوصل إلى علاج سريع وملائم لهذا المرض.
وقد ذكرنا آنفا بأن الوضع الصحي في سورية عامة سيء وهش للغاية ولا يستطيع مقاومة أبسط انواع الأمراض كما وان الوضع في مناطق الشهباء خاصة والتي يقطنها مهجري منطقة عفرين السورية والذين يعيشون حياة قاسية ضمن أبنية شبه مهدمة وبنى تحتية متآكلة ومنهارة كليا وعدد كبير يعيش ضمن خمس مخيمات تفتقد ابسط مقومات الحياة في ظل غياب الدعم الحكومي والدولي عن هذه المخيمات بجميع انواعه( الصحي - الخدمي - الاجتماعي ) ما يزيد معاناة مهجري عفرين كما وان سرعة انتشار فيروس كورونا في سوريا خلال شهر تموز وتسجيل مئات الحالات من الإصابات في مدينة حلب وفي بداية شهر أب تم تسجيل 10 حالات في مناطق الشهباء توفي منها اثنان وقد يتسارع انتشار الفيروس ويبلغ ذروته في أواخر شهر أب علما بأن منطقة الشهباء محاصرة من كل الجهات سوى معبر وحيد يربطها بمدينة حلب ونظرا لانتقال المدنيين بين حلب ومناطق الشهباء وبدون اجراءات وقائية واحترازية مما قد يزيد عدد الإصابات وبالتالي حدوث كارثة انسانية في هذه البقعة الجغرافية التي تفتقد أدنى شروط الرعاية الصحية وذلك بوجود مشفى وحيد وبعض النقاط الطبية ذات الامكانيات المحدودة والتي تقوم على خدمة المواطنين إسعافياً بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر الكردي الوحيدة العاملة في المنطقة والتي تعاني منذ سنوات من قلة الامكانيات وخاصة بوجود العديد من الأوبئة مثل اللشمانيا وغيرها من الأمراض الجلدية المنتشرة في هذه البقعة الجغرافية وكما نعلم بأن حق الفرد في الصحة مكفول بموجب الاعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والذي ينص على الحق في الوصول إلى الرعاية الصحية والحق في الوصول إلى المعلومات وحظر التمييز في تقديم الخدمات الطبية وغيرها.
وبناء على ما تقدم فإننا نوجه نداءنا العاجل ونناشد كافة دول العالم ومنظماتها الحقوقية والانسانية على رأسها منظمة الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وكل من يتبعها من مؤسسات صحية ذات الصلة بأن تقوم بدورها الانساني والأخلاقي تجاه الشعب السوري عامة و تجاه مهجري عفرين خاصة في مناطق الشهباء من تقديم المساعدات الطبية والاغاثية العاجلة من اجل الحد من انتشار هذا الفيروس قدر المستطاع وتخفيض حجم الكارثة الانسانية التي يمكن أن تحل بالمنطقة عامة".